أهلاً بك ضيف | RSS
منتديات الباسلة
الرئيسية | التنويم من الألف إلى الياء.. . الموضوع بالكامل. - منتديات الباســـــــــلة | التسجيل | دخول
 
[ رسائل جديدة · المشاركين · قواعد المنتدى · بحث · RSS ]
  • صفحة 1 من%
  • 1
منتديات الباســـــــــلة » ؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛°`°؛¤ الباسلة للتطوير الذاتي ¤؛°`°؛¤ّ,¸¸,ّ¤ » التنويم المغناطيسي ( الأيحائي ) » التنويم من الألف إلى الياء.. . الموضوع بالكامل. (التنويم من الألف إلى الياء.. . الموضوع بالكامل.)
التنويم من الألف إلى الياء.. . الموضوع بالكامل.
RozaBasilالتاريخ: الأحد, 2011-04-03, 9:14 PM | رسالة # 1
عضو فعال
مجموعة: المدراء
رسائل: 61
حالة: Offline
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

هذا بحث موجز حول موضوع التنويم الإيحائي أتمنى أن تسعد بقراءته والاستفادة منه .
وحيث إنه من الحيف الحكم المسبق على الشيء قبل تصوُره وذوُقه وشمه وإن من ظلم المعرفة إصدار فتوى مسبقة قبل الإطلاع والتأمل وسماع الدعوى ورؤية الحجة وقراءة البرهان وقد جرى هذا الحكم والتصور الخاطئ حول موضوعنا ( التنويم الإيحائي) وما يعرف عند العامة بالتنويم المغناطيسي فقد كثر فيه الخلط والمرج وشاع بين الناس من الخرافات حوله الكثير .. فقد أثرت أن اكتب حوله صفحات تضيء الطريق لمن أراد التعرف على هذا الجانب من العلم الذي أهمل كثيراً .
وقد تطرقنا في بحثنا هذا حول جوانب شملت :
- تاريخ التنويم الإيحائي عبر الزمن وما مر به من تأويلات وتفسيرات متعددة .
- موجات الدماغ وما لها من تأثير وعلاقة بالتنويم الإيحائي .
- مراحل التنويم الإيحائي ودرجاته .
- بعض العلامات الدالة على حدوث التنويم .
- الفوائد المرجوة من إحداث التنويم الإيحائي .

وأضع بين أيديكم جهد المقل فهذا المجال يحتاج لمؤلفات لكي يتم بحث جوانبه والغوص في أعماقه والتجول في كل زواياه واسأل الله أن أكون قد قدمت ولو جزء قليل مما أردت القيام به ...

وصلى الله وسلم على نبينا محمد ؛؛؛

************************************************** ****

نبذة تاريخية حول التنويم .
نبذة تاريخية حول التنويم .
عرف التنويم منذ القديم فقد مارسه المصريون والهنود والكلدانيون والبابليون وانتقل منهم إلى اليونان والرومان وغيرهم من الشعوب في المراحل التاريخية المختلفة . وامتزجت العقائد الدينية بالطقوس العلاجية البدائية فكان عندهم العلاج بالمسح بالأيدي والتفوه بكلمات غامضة مبهمة والإتيان ببعض الحركات الغريبة التي اشتهر بها بعض الكهنة والأطباء المصريين القدماء!!
كما يؤكد ذلك جميل جهشان في كتابة أضواء على خفايا التنويم حيث يقول :من أقدم العصور والتنويم يمارس حتى أنه دخل في كثير من الطقوس الدينية وهذا ما أكده علماء الآثار المصرية ، فقد عثر على نقش اثري يوناني يعود تاريخه إلى سنة 928 ق.م يظهر فيه شيرون الطبيب الذائع الصيت وقتئذ وهو ينوم تلميذه اسكيلابيوس وقد عثر على الكثير من المخطوطات الفرعونية وفيها مشاهد عن أناس في أوضاع لايمكن وصفها إلا بحالات الغشية التنويمية.

وقد أهمل التنويم فترة طويلة رغم ما يقدمه من فوائد عظيمة للمجتمع الذي يظهر فيه وبسبب هذا الإهمال لم يبدأ التنظير العلمي لتلك الحالة من الغشية إلا في بداية التاريخ الحديث .
والسؤال يطرح نفسه بإلحاح ، بما أن التنويم مساعد فعال في الطب ، فلماذا أهمل كل هذه المدة ؟ الجواب : هناك عامل هام ومضطرد يرافق تطور جميع العلوم : الخرافة تسبق المعرفة . وهكذا نجد أن التنويم هو سابق علم الفلك الحديث . وأن كيمياء السحرة سبقت الكيمياء الحديثة ، والتطور من الساحر المداوي إلى الطبيب تطلب قروناً . ومما سبق نستخلص التالي : أن أيه فكرة لابد وأن تمر بمراحل ثلاث قبل الاعتراف بها :
أولاً : الفكرة مستحيلة .
ثانياً : الفكرة خارجة عن المألوف .
ثالثاً : تصبح الفكرة بديهية لدرجة أن : كل إنسان كان يعرفها طوال الوقت .

وقبل الانتقال إلى المرحلة الحاسمة من تاريخ التنويم الحديث لابد من الإشارة إلى أن التنويم بمعناه الجديد المتطور استعمل في الشرق تحت أسماء ولبوس مختلفة .. ففي التيبت دلت الأبحاث على أنه استعمل في كثير من المجالات ، أهمها تلقين العلوم السرية للتلاميذ المختارين وذلك توفيراً للوقت والجهد وضماناً لعدم تسليم هذه العلوم لعامة الشعب من خلال الكتب فحافظة النائم تصبح كالعقل الالكتروني . أما لماذا لم يكشف الكثير عن التنويم فيعود ذلك لعدة أسباب منها جهل ممارسيه بماهيته وسيطرتهم على أسراره.

 
RozaBasilالتاريخ: الأحد, 2011-04-03, 9:14 PM | رسالة # 2
عضو فعال
مجموعة: المدراء
رسائل: 61
حالة: Offline

لقد توقف التنويم في المرحلة الثانية مدة طويلة وذلك لغرابة سلوك وتهريج من تعاقبوا على ممارسته ، فسواء كان التلهف طلباً للسلطة أم الحب الجامح للظهور الاستعراضي أو الطمع في المال هو الذي دفع هؤلاء إلى إتباع نهجهم هذا ، فإن الحقيقة تبقى ثابتة ، ممارستهم هي المسئولة عن تدني مستوى التنويم حتى وصل إلى درجة الطقوس العربيدة الممارسة من قبل السحرة الداخلين في ميثاق الشيطان . أما مصير الباحثين المثقفين الذين آمنوا بصحة وجدوى التنويم واختبروا ظواهره المتعددة فكان الشجب من قبل العلم والحرمان من الكنيسة نصيبهم لكن التنويم يتمتع الآن بولادته الثالثة .

نحن والتنويم :
أين موقع التنويم عندنا ؟ أنه يتأرجح بين المراحل الثلاث ويمشي متعثراً لعله يصل إلى عتبة المرحلة الثالثة . نحن لاننكر أن بعض أطبائنا قد استعملوه بتردد لأنهم قوبلوا إما بالاستهجان وإما بالرفض ، وفضل الناس المشعوذين الذين يستعملون ضروباً من التنويم.
أني أوجه الدعوة إلى علمائنا ومثقفينا ليطلعوا على التنويم من الناحية العلمية وليختبروه ثم ليصدروا حكمهم العادل ليتعرف الجميع على حقيقته وليأخذ موقعه الطبيعي بين باقي العلوم خدمة للإنسانية .

وقبل الاستطراد لابد من ملاحظة أن النشوة الروحية والغبطة الناتجة عن التعبد لله هي فوق إدراك الكثير من العلماء والناس فقد ضل بعض الباحثين والعلماء الغربيين ووصفوا حالة اليوغي المتأمل بالمنوم ذاتياً وذلك لتشابه الأعراض الفزيولوجية في الحالتين بينما أهملوا النواحي الروحية وتمادى بعضهم قائلاً أن حالات من الشفاء العجائبي في الدين المسيحي لم تحصل إلا بتأثير التنويم . وهكذا نجد أن ممارسة التنويم هي عملية عالمية تؤيدها جميع الأبحاث في جميع البلدان وهناك رأي يقول بأن التنويم عملية تلقائية .

ازدهر التنويم في أوروبا مع بداية القرن الثامن عشر وظهر كعلم جديد متمتعاً باحترام مؤقت حين فشل الطب في مقارعة تحدي أمراض العصر الصناعي الجديد حتى قيل بأن الطب يقتل أكثر مما يشفي وهكذا فقد تحول كثير من الناس إلى الدجالين والمشعوذين طلباً للشفاء وهذا مادفع بحفنة من الأطباء للسير خارج الطريق المستقيم بحثاً عن وسائل علاجية لكل الأمراض لعلهم بذلك يستردون مرضاهم .

************************************************** ****

النظريات :

لنستعرض تطور النظرة إلى التنويم مابين القرن السادس عشر والثامن عشر ولنر كيف بدأ العلماء ينظرون إليه كعلم جديد في النصف الأخير من القرن الثامن عشر شاع استعمال المغناطيس في مداواة الأمراض فقد أعلن القس الفرنسي لونوبل عن طريقة ابتكرها للمعالجة وذلك بتدليك الجزء المصاب بقطعة من المغناطيس وكانت النتائج الشفائية مشجعة ، كما وأن القس اليسوعي (هل) لجأ إلى نفس الطريقة وقد غاب عن بال القسين حقيقية الشفاء وسببه فلم يكن لحجر المغناطيس أي أثر فعال فهناك ثلاثة عوامل مهمة رافقت عملية الشفاء :
أولاً استعداد وتصميم المريض على الشفاء ، ثانياً وصوله ذاتياً إلى حالة الغشية نتيجة لدوافعه القوية ثالثاً الإيحاء .

ابن سينا :
لابد من الرجوع إلى الوراء لتأكيد وجهة النظر القائلة بعدم فعالية المغناطيس في إحداث الشفاء فهناك رأي للطبيب ابن سينا يقول بان قوة الفكر قادرة على إحداث المرض والشفاء منه وان للفكر قوة مؤثرة ليس على جسم الفرد نفسه بل على أجسام الآخرين وأحياناً يحصل هذا التأثير عن بعد ويعتقد ابن سينا أن هذه القوة تحدث المرض كما أنها تستطيع الشفا (( بإرادة الله )) .

بومباناثيوس وبراسلسوس :
وبعد بضع مئات من السنين جاء الفيلسوف بومباناثيوس مصدقاً لأفكار ابن سينا ومؤكداً على وجوب استعمال المخيلة للحصول على أفضل النتائج ولن ننسى أن نضيف ماقاله الطبيب براسلسوس من أن الفكر يمكن أن يسبب المرض والشفاء على حد سواء يحضرني في هذا المقام القول الشعبي لاتسم بدنك أي لاتعكر مزاجك لئلا ينعكس ذلك على صحتك .
هيبوقراط :
استناداً إلى نظرية قوة الفكر في إحداث المرض والشفاء منه يحق لنا الأخذ بعين الاعتبار والجدية ما دونه تاسيتوس عن هيبوقراط ( بينما كنت أربت على أجسام مرضاي ملاطفاً ، غالباً مابدا لي كأن هناك خاصية غريبة في يدي تشد وتخرج الأوجاع من الأجزاء المصابة وذلك يحصل بوضع يدي على المكان المصاب وبمد أصابعي نحوها ، وذلك ليعرف المتعلم أن الصحة يمكن أن تفرض على المريض بحركات معينة وبالاتصال تماماً كما ينتقل المرض من إنسان لآخر ) .
المرض والشفاء منه :
وهنا نقف أمام فكرتين :
الفكرة الأولى : تقول هذه الفكرة بأن قوة الفكر المخيلة تحدث المرض والشفاء .
الفكرة الثانية : تقول بان المغناطيس كمعدن يحدث الشفاء .
أما الحقيقة فهي أن الإيحاء والاستعداد لتقبله والرغبة القوية في الشفاء هي عوامل مؤثرة على عملية الشفاء إذاً أن للفكر قوة وسيطرة غريبة في إحداث المرض والشفاء وقد صدق ابن سينا .

 
RozaBasilالتاريخ: الأحد, 2011-04-03, 9:16 PM | رسالة # 3
عضو فعال
مجموعة: المدراء
رسائل: 61
حالة: Offline

البحث العلمي :
بالرغم من وجود هذه الأفكار والممارسات والتجارب فلم يقم الغرب بحث جاد في هذا المجال إلا في القرن السادس عشر عندما بدأ الفيلسوف الفنلندي فان هلموت بدراسة السائل المشع من الإنسان وقال بأن الفكر من خلال هذا السائل يؤثر على الجسد بفعل الإرادة وقد أيد نظرية المغناطيس قائلاً بأنها ليست جديدة وهو موجود أينما كان .
مسمر :
ويؤكد كثير من الكتاب بأن التنظير العلمي لم يبدأ إلا مع مسمر ومحاولاته لفك لغز التنويم .وقد كان ظهوره وسط هذا الخضم من الأفكار والممارسات والتجارب ظهر فريدريك انطون مسمر ففي سنة 1766 تقدم من كلية الطب في جامعة فيينا بأطروحته الشهيرة ( تأثير النجوم والكواكب كقوى شافيه ) وهكذا نال درجة الدكتوراة في الطب ففي مخطوطة الفريد صرح بان القمر والشمس والنجوم والكواكب تؤثر على الجهاز البشري من خلال سائل غير مرئي يشمل الكون وأطلق اسم (المغناطيس الحيواني ) عليه . واضاف بأن هذه المادة الدقيقة تستخرج من حجر المغناطيس ، وبأن جميع التركيبات الخلوية تتجاذب مع المغناطيس .
من هو مسمر :
ولد فريدريك انطون مسمر سنة 1734 من عائلة ثرية في ايزنانغ على ضفاف بحيرة كونستانس في ألمانية قرر والده الحاقة بالكنيسة ليصبح قساً وعلى هذا الأساس تعلم في دير وبعدها دخل كلية يسوعية لقد أظهر ميلاً شديداً للعلوم ، خصوصاً الرياضيات والكيمياء وعلم الفلك لذا قرر بأن يكون الطب هو هدفه وليست الكنيسة .
أثر نظريته :
دخل كلية الطب في جامعة فيينا وفي سنة 1766 حصل على الدكتوراة عام 1776 إثر تقديمه أطروحته الشهيرة التي كانت بعنوان ( تأثير الأجرام السماوية ) لقد خلقت نظريته عن المغناطيس الحيواني اهتماماً كبيراً ومن الذين اهتموا بها الأب اليسوعي هل الذي كان أستاذ علم الفلك في جامعة فيينا وفلكي بلاط الإمبراطورة ماريا تريزا وسبب هذا الاهتمام يعود إلى أن القس هل كان يستعمل المغناطيس في مداواة المرض والنتائج التي حصل عليها كانت إيجابية ولقد أعطى بعض قطع المغناطيس لمسمر ليستعملها .. هنا أدرك مسمر التشابه في الاجتهادات وحاول استعمال المغناطيس بنفسه وحصل على نتائج شفائية مرضية جداً بعد أن أضاف لمسته الشخصية . وسرعان مانشرت الصحف أخباراً مثيرة عن نجاحه في شفاء حالات ميئوس منها .

الهرب من فيينا :
أما لماذا هجر فيينا وهو الطبيب الناجح فهذا غير مؤكد ربما كان السبب تدخل الكنيسة أو أن إمبراطور النمسا اعترض على تصرفاته على كل فإن باريس حاضنة الفكر الحر قدمت له الملاذ حيث استطاع متابعة اختباراته متحرراً من تدخل الكنيسة والدولة والغيورين من الزملاء فكان نجاحه منقطع النظير .
فالآلاف من المرضى أرهقت الدرب المؤدي إلى منزله الذي أصبح مضرب الأمثال وهكذا أصبحت المسمرية حديث الصالونات ومع نمو شعبيته كان لابد من ابتكار وسيلة علاجية جماعية للتعامل مع الحشود المكتظة طالبة للشفاء .
وقد قدم نظريته الخارقة عن فعل المغناطيس والتي تتخلص في أن مجال الكون مليء بسائل مغناطيسي وبأنه كالكهرباء يمكن خزنه وتوزيعه .
الماء الممغنط :
لهذه الغاية صنع وعاء خشبياً ضخما ًتتدلى منه قضبان حديد كان هذا الوعاء يملأ بالماء الممغنط . ذلك بعدما اقتنع بوجود السائل المغناطيسي في حسم الإنسان وأنه من الممكن تحويل هذا السائل من جسمه إلى جسم مرضاه وانه بالإمكان خزنه في الجمادات وبمجرد ان يلمس المريض الماء أو المعدن الذي مغنطه مسمر يحصل على نفس النتيجة وكأنه لمس مسمر نفسه .
المعالجة العجيبة :
أما كيف تحصل المعالجة الجماعية فهذا ما يدعو إلى الاستغراب والدهشة ففي غرفة إضاءتها خفيفة وعلى أنغام موسيقى جهزها لهذه الغاية وبتأثير القضبان الحديدية المتدلية من المغطس كانت القضبان توضع على أجزاء مختلفة من جسم المريض كان المشهد غريباً وكان يتكرر كل يوم .
ضحكات ساخرة أنين يرثى له وشلالات من الدموع تنفجر من كل الجهات والمرضى يرتدون إلى الخلف بحركات تشنجية وأنفاسهم أشبه بحشرجات الموت والأعراض المرضية المرعبة تهز الناظر وفجأة يندفع فريق نحو فريق بجنون عاصف إما ليتعانقوا فرحا وإما ليدفعوا من حولهم والذعر مستبد بهم .

غرفة النساء :
أما الغرفة الثانية فتقدم عرضا آخر ، الجدران هنا مبطنة والنساء يضربن رؤوسهن بالحائط ويتدحرجن على الأرض المغطاة بالوسائد بنوبات اختناق ووسط هذه الزحمة وارتعاش اللهاث يدخل مسمر بردائه الليلكي متجولاً متفقداً الجميع وكان يتوقف أمام أكثرهن هياجاً ليمسك يديها بكلتا يديه متفرساً في وجهها بتركيز محدثاًً الاتصال بينه وبينها بواسطة أصابع اليد ومن ثم وبحركة مسرحية يرفع يديه في الهواء ويمررها فوق جسد المريضة علامة انتهاء المعالجة وكان لمسمر مساعدون يعاونونه في إيصال المرضى إلى النوبة التشنجية بالحركات التمريرية والنظرات المركزة .
أسلوبه:
نلاحظ هنا أمور ثلاثة:
1- التماسك بالأيدي لإحداث الاتصال المباشر .
2- الحركات اليدوية التمريرية .
3- النظرات المركزة.
من الملاحظة السابقة نكتشف أن المسمرية أخذت طابع مميزاً لها ، وهذه الطريقة انتقلت إلى ممارسي التنويم حتى ان الكثيرين لازالوا يستعملونها فهل أن لهذه الحركات أي تأثير في إحداث التنويم ؟
.

 
RozaBasilالتاريخ: الأحد, 2011-04-03, 9:20 PM | رسالة # 4
عضو فعال
مجموعة: المدراء
رسائل: 61
حالة: Offline
نجاحه وفشله :
خلق نجاح مسمر هياجاً في فيينا . فلقد شفي مدير أكاديمية ميونخ للعلوم من الشلل وأعاد لأستاذ آخر بصرة . وحز في نفسه عدم احترام الزملاء له . وهو الذي حضهم على فحص اختباراته لكنهم لم يفعلوا .
وبعد انتشار طلاب مسمر وتطبيقهم لطريقته ثارت عليه الحكومة الفرنسية وتم تشكيل لجنتين منفصلتين لتقصي المعالجة المسمرية وتألفت الأولى من خمسة أعضاء كلهم من الأكاديمية للعلوم والثانية من عضوين من الجمعية الطبية الفرنسية وقامت اللجنتان بتقديم تقريرها الذي فند طريقة مسمر وما أدعاه مسمر بالمغناطيسية الحيوانية وقالت اللجنة : (( وجدت للجنة بأن هذا السائل لا فعل له لا على المحققين من الأعضاء ولا على المرضى وأخيارً فان اللجنة قد أظهرت بواسطة تجارب حاسمة بأن الخيال وفي معزل عن المغناطيس يحدث شيئاً أي أن الخيال هو كل شيء والمغناطيس لا شيء ) . كما زاد الطين بله بالنسبة لمسمر وطريقته إقدام احد أعضاء اللجنة واسمه بيلي بتقديم تقرير للملك لويس جاء فيه :
إن النساء اللواتي يقوم الرجال بتنويمهم مغناطيسياً يملكن الإغراء الكافي للتأثير على الطبيب كما أنهن يتمتعن بالصحة الملائمة لتمكينهن من التأثر بالطبيب . وهكذا فان الخطر متبادل والقرب المستمر والتماس الجسدي الذي لابد منه وانتقال الحرارة من الواحد للآخر والنظرات المتبادلة هي طرق الطبيعة المألوفة وهي الوسائل التي هيأتها للتسهيل بشكل موثوق قيام الصلة بين الرغبة والإحساس ولا عجب لذلك أن تلتهب الأحاسيس .. وخلص التقرير بأن قال (( إن العلاج المغناطيسي لايمكن لذلك إلا أن يكون تهديداً للأخلاق .. )) وقد كان لهذه الإدانة الأخلاقية مع ما ورد في تقرير اللجنتين ما يكفي لإجبار مسمر على الهجرة من باريس .
وهنا خابت أماله فقرر العودة إلى بحيرة كونستانس حيث بقي لآخر أيام حياته مكرساً وقته وجهده لمعالجة الفقراء . وأثناء وجوده في كونستانس دُعي لزيارة برلين من قبل ملك البروسيين لكنه عزف عن الذهاب فأرسل الملك الدكتور كارل اولفارت ليدرس الوسائل العلاجية الجديدة على يد مسمر .
ولدى عودته عين الدكتور اولفارت أستاذاً للمسمرية في أكاديمية برلين ومسئولاً عن المستشفى المغناطيسي فيها . ولقد أصبح هذا المستشفى مقراً لتعليم المسمرية فأمه الكثير من الأطباء في أوروبا ليدرسوا هذه الطريقة .
توفي مسمر في 15 آذار سنة 1815 وخلف وراءه علماً جديداً وتلاميذ له متحمسون .

المركيز دي بويسيكور :
وهو من تلاميذ مسمر وقد أولى المسمرية اهتماماً بالغاً . وقد اكتشف ان النوبة التشنجية التي اعتبرها مسمر أساسا في إنجاح العلاج لم تكن ضرورية وماهي إلا حركات مقتبسة ويمكن الاستعاضة عنها بحالة النوم الهادئ المريح ( التخشبي ) وهكذا وبعد موت مسمر تقلص البحث في السائل المغناطيسي فطويت صفحاته وبرزت السرنمة لكن العلم الحديث أعاد فتح هذه الصفحات وعلى أسس جديدة .

فكتور يصف علاجه ويشفى :
كان المركيز دي بويسيكور يعيش أيام اعتزاله في قصره قرب سواسون وقد جعل المسمرية تسليته المفضلة فكان يطبقها على بعض الفلاحين بغية معالجتهم ولإجراء المزيد من التجارب . وذات يوم لفتت نظرة ظاهرة غريبة لم تكن معروفة منه أيام تعاونه مع مسمر .فقد أصيب أحد الفلاحين واسمه فكتور ( 27 عاماً ) بمرض خطير في الرئتين مصحوباً بآلام مبرحة في الصدر ومنطقة أسفل الظهر . وأثناء عملية المسمرة دهش المركيز مما رأى ، فقد راح الفتى في نوم هادئ ومريح خال من التشنجات المعتادة علماً بأن فكتور لم يسمع بهذه التشنجات إطلاقا . وازددات دهشته حين انطلقت شفتا الفتي بالكلام . فأدرك المركيز عظمة الظاهرة الجديدة وانتقل إلى اختبارها وأطلق عليها اسم السرنمة نسبة إلى حالة السائر أثناء النوم . واكتشف أيضاً إمكانية تحويل فكر المريض منن حالة القلق إلى حالة الهدوء والسكينة .
ولاحظ أيضاً حالة النسيان التي تخلفها الحالة الجديدة بعد الاستيقاظ أما فكتور فقد امتثل لأوامر الطبيب وتجاوب كلياً فتصور نفسه سابحاً فوق الغيوم وكأنه في حلم رائع ففارقته أوجاعه . أعجب دي بويسيكور بالحدث المميز . وبالرغم من كون فكتور فلاحاً بليداً لم يظهر أي علامة ذكاء في حياته فإنه وتحت تأثير الحالة الجديدة أظهر ذكاءً خارقاً حتى أنه بدأ يقرأ أفكار الآخرين . وأكثر من ذلك وهنا كانت المفاجأة فقد أعطى وصفاً دقيقاً لعلاج مرضه والمدهش حقاً كان نجاح العلاج مئة بالمائة .
السرنمة :
علم التنويم الحديث مدين بالكثير الكثير للمركيز دي بويسيكور لأنه أول من عرض وعرف بالنوم التخشيبي الذي هو عكس بدعة مسمر مفجرة الدموع والأحزان والصراخ والتشنج . وهكذا توصل المركيز إلى نقل مرضاه إلى حالة من النوم الهادئ المريح . لقد سعى مسمر وراء الشهرة والاستعراض أما المركيز فقد أعرض عنها وهنا يبرز سؤال هل صادق أو عرف مسمر هذه الحالة ؟ بالطبع لا . لأنه لو تعرف عليها لأطلع تلاميذه .
إذاً فالغشية التنويمية هي من اكتشاف دي بويسيكور فهو أول من توصل إلى النوم التخشيبي وهو الذي قال بان حالة الشبيهة بالنوم يمكن إحداثها عند إنسان واعٍ تماماً وبين أيضاً ان أفكار وتصرفات المرضى خاضعة لتوجيهات ممارس التنويم .
الأب فاريا :
لابد هنا من الحديث عن اثنين توصلا إلى حالة النوم : الأول هو الأب فاريا البرتغالي الذي تعلم التنويم خلال وجوده بالهند فسنة توفي مسمر تركز اهتمام بالغ على أنباء شفاءات شبة عجائبية حصلت على يد القس فاريا فكان يضع مرضاه في حالة نوم بالنظر إليهم بتركيز وقد أثارت كتبه عن التنويم ضجة في باريس فهو من أوائل الذين استعملوا التنويم الاستعراضي المعروف بالتنويم المسرحي فكان يعطي الوسيط ملفوفة موحياً له بأنها تفاحة وكان الوسيط يتصرف تماماً كمن يأكل تفاحة فعلاً . وعن الصحة والمرض كتب يقول بأن الوسيط صحيح الجسم يتحول إلى عليل بالكلمة وبالعكس نلاحظ أن الأب فاريا عرف قيمة الإيحاء لكنه لم يلق الاعتراف اللائق به .

 
RozaBasilالتاريخ: الأحد, 2011-04-03, 9:21 PM | رسالة # 5
عضو فعال
مجموعة: المدراء
رسائل: 61
حالة: Offline
الأب غاسنر :
بينما كان المديح يكال للمركيز دي بويسيكور على انجازاته كانت أعمال الأب غاسنر تدب الرعب في جنوب ألمانيا بسبب علاجاته الاستعراضية . فأخباره كانت أشبه بقصص ألف ليله وليلة . ومن أغربها حادثة شفاء فتاة شهد لها طبيب القرية ، فذات يوم دخل الأب غاسنر غرفته المغطاة بالستائر السوداء حيث كانت الفتاة المريضة وبعض الشهود من بينهم طبيب القرية وبصوت جهوري وبالغة اللاتينية أمر ذراع الفتاة بالكف عن الحركة فيبست ثم أمرها بالحركة فارتعشت فأمرها بالعودة إلى حالتها الطبيعية فعادت . وليؤثر على لا حضور أبلغ الفتاة بأنها ستجن وبالفعل أظهرت الفتاة كل أعراض المس الجنوني حتى أنها انبطحت أرضاً وأخذت تركض على أطرافها الأربعة كالحيوانات . وبصوت كالرعد أمرها بالهدوء فسكنت ولم يكتف القس بذلك بل عمد إلى توجيه أمره إلى نبضات قلبها بالإبطاء فانصاعت فأكد له ذلك الطبيب ثم أمر النبضات ثانية لكن هذه المرة بالإسراع فأسرعت وقال الطبيب بأنه كانت تضرب خمسين مرة في الدقيقة زيادة عن معدلها .
عندها وقف الأب غاسنر فارداً ذراعية وأبلغ الفتاة بأنها ستموت مؤقتاً وعليها ألا تخاف لأن قوته الخارقة ستعيد الحياة إلى جسدها العليل ظهرت حبات العرق على جبين الطبيب الجاثي قربها حين لفظ نتيجة فحصه لها قائلاً بأنها ماتت ( برأي الطبيب ) . قابل الأب غاسنر هذا الموقف بابتسامة الواثق من نفسه ولفظ الكلمات التي أعادت إلى جسدها الحركة تدريجياً . ولما عادت إلى وعيها الكامل قفزت فرحة بزوال الأعراض المرضية والأوجاع .
جايمس برايد :
لفت المركيز دي بويسيكور نظر العالم إلى النوم التخشبي وأيقظ في الكثيرين رغبة البحث العلمي أم الدكتور جايمس برايد فهو الذي أعطاه اسمه الحالي ويعود الفضل إليه في إدخال التنويم مجال الطب ويعود الفضل أيضاً إلى غيره ممن سنأتي على ذكرهم :
- في سنة 1841 كان لافونتين يجول بريطانيا مقدما ًعروضه في المسمرية وقد حضر أحدى هذه الحفلات الدكتور جيمس برايد وكله ثقة بأن المسمرية دجل وكان في نيته فضحها لكنه وجد نفسه أمام الظاهرة بحقيقتها غير مصدق لنظرية السائل السحري وان أهم ما لفت نظره جفون الوسيط المرتجفة وانقلاب بؤبؤ العين إلى فوق والارتخاء العضلي لدى الوسيط وكون برايد جراح عيون ساعده كثيراً على تكوين فكرته الأولى عن محدث النوم فمراقبته للوسطاء المنومين رسخت لدية فكرة المسبب الفيزيولوجي فالإرهاق المستمر لحاسة البصر يشد مراكز العصب البصري مفسحاً المجال لحالة شبيهة بالنوم ولا زالت هذه الفكرة شائعة بين الكثيرين من الأطباء .
- اقتناعه وتطبيقه للتنويم :
ولما عاد برايد إلى منزله بعد العرض الثاني طلب إلى أحد أصدقائه التحديق بعنق إناء لامع . تجاوب الصديق وراح في نوم عميق مريح .سر الدكتور برايد بالنتيجة وتشجع فكرر التجربة وهذه المرة مع زوجته التي تجاوبت أيضاً وحصل على نفس النتيجة حين راحت الزوجة في نوم هادئ عميق وهكذا تأكد لبرايد ان إرهاق البصر هو الباعث على النوم .
من هاتين التجربتين انطلق التنويم العلمي فدخل مجال الطب كان برايد عالماً ومختبراً ولم يكن ذلك الدجال فهو أول من اشترط الوسائل الفيزيولوجية في استحداث التنويم ، وهو الذي أعطى هذا العلم اسمه الحالي تجارب وبعد مرور بعض الوقت اكتشف برايد ان الحالة الجديدة ليست نوماً بالمعنى المتعارف عليه فحاول استبدال كلمة ( hypnotism ) بالاسم الجديد ( monoideaism ) وحدانية التفكير لكنه تأخر لان الكلمة الأولى كانت قد دخلت معاجم اللغة . أما لماذا لازلنا نستعمل كلمة تنويم مغناطيسي فذلك يعود إلى اقتناعنا بان للمغناطيس تأثيراً ولأننا لم نقم بأي جهد علمي فعال لاكتشاف ورفع الظلم عنه .
مبدأ الإيحاء :
لم تنقطع اختبارات برايد المبنية على أساس المسبب الفيزيولوجي إلى أن توصل إلى مسبب أكثر فعالية ألا وهو الإيحاء ، ذلك بعد أن تمكن من تنويم رجل أعمى وهكذا تأكد له ان الإيحاء هو العماد الأساسي لاستحداث التنويم . وبقوة الإيحاء لجأ برايد إلى تخدير مرضاه لإجراء العمليات الجراحية . وقد لاقى النجاح كغيره ممن عاصروه . وكغيره ممن أحرزوا تقدما سابقاً لزمانهم قوبل بالرفض والاعتراض من قبل الأطباء وبالذات من قبل الجمعية البريطانية لتقدم العلوم – قسم الطب – حين عرض ان يقرأ عليهم نتائج أبحاثه ، لكن بعض الأطباء ممن اقتنعوا بصحة نظرياته لبوا دعوته الخاصة واستمعوا إلى آرائه علماً بأن غالبية عظمى من الأطباء عارضته بشدة كذلك ارتفع بالمعارضة صوت المتحمسين للمغناطيس الحيواني والمسمرية .

لم يكن مصير الدكتور جون اليوتسن بأفضل .. كان هذا الطبيب يحضر مرضاه للعمليات الجراحية بواسطة المسمرة والمغناطيسية ليحصل على عدم الإحساس ( التخدير ) لم يكن المخدر الكيميائي قد اكتشف .

والأسوأ حصل للدكتور جايمس ازديل الصديق الشخصي للدكتور برايد فقد كفت يده عن ممارسة الطب من قبل الجمعية الطبية البريطانية .
كان جايمس ازديل طبيباً بريطانياً موظفاً من قبل شركة شرق الهند البريطانية في كلكتا وكان من المتحمسين للمسمرية فقد أجرى سنة 1840 العديد من العمليات الجراحية بواسطة المخدر الفكري ، وبعد ثلاث سنوات توصل إلى إقناع الحكومة البريطانية بإنشاء مستشفى في كلكتا للمعالجة بالمغناطيسية والمسمرية لأنه في البداية تحمس كثيراً للمسمرية لذا استعملها لكنه عاد واقتنع بأسلوب الدكتور برايد فاستعمله . فلقد أجرى ألاف العمليات الجراحية الناجحة بالمخدر التنويمي منها ثلاثمائة عملية كبرى ... تسع عشرة منها عمليات بتر ساق وبعضها عمليات إزالة أورام وكلها بدون ألم ..

 
RozaBasilالتاريخ: الأحد, 2011-04-03, 9:22 PM | رسالة # 6
عضو فعال
مجموعة: المدراء
رسائل: 61
حالة: Offline

فرويد والتنويم :
أيه كتابة في التنويم تعتبر غير كاملة مالم تتضمن الحديث عن علاقة فرويد به وتبيان كيف أن رفضه لهذا العلم أعاق دخوله مجال الطب النفسي فماً انه كان قد دخل مجال المعالجة النفسية قبل أن يكتشف فرويد مبدأ التحليل النفسي ، والتحليل النفسي وطب النفس الحركي مدينان للتنويم الذي ساهم في تطويرهما ولقد كان فرويد تلميذاً متحمساً للأطباء الثلاثة : ليوبولت ، برنهايم ، وشاركو . حتى انه ترجم كتبهم للألمانية .
وقد تعاون فرويد مع زميل له في فيينا الدكتور جوزف بروير على تطوير أسلوب فريد لعلاج الهستيريا وذلك بجعل المريض يسترسل في الحديث عن ذكريات ماضية مؤلمة وهذه الطريقة أدت بدورها للتعرف على صلابة تأثيرات اللاوعي الموجهة للسلوك الإنساني
يعتقد معظم الناس بأن العلاج النفسي الحديث قد بدأ بفرويد في الربع الأخير من القرن الماضي وإذا لم يكن هناك شك في أن فرويد هو البادئ لحركة التحليل النفسي والمنظر لها إلا أن البحث في تاريخ العلاج النفسي يظهر بوضوح بأن هناك آخرون من سابقيه ممن مارسوا الطرق العلاجية التحليلية والتي كان لها الأثر البين على توجه فرويد الفكري وساعدته على تطوير أسلوبه العلاجي التحليلي .

ولعل أهم أولئك هو مسمر بفعل طريقته العلاجية المسماة بالمغناطيسية الحيوانية وقد تطور المسمى إلى التنويم المغناطيسي وهو مصطلح لم يستعمله مسمر إذ أنه لم يتوجه إلى أحداث حالة تنويم لمرضاه كما أنه لم يفطن إلى ان التنويم هو إحدى حصائل أسلوبه العلاجي.
وقد كان لشاركوا وبرنهايم دور كبير ومساهمة فاعلة في فك الارتباط بين التنويم و الطريقة المغناطيسية المسمرية .
ولعل أهم نقطة تحول في تاريخ ممارسة التنويم قد جاءت عن طريق فرويد فقد تيسر لفرويد في مطلع عمله الطبي الحصول على منحة دراسية إلى فرنسا للإطلاع على أساليب شاركوا العلاجية . وقد مكنته هذه الفرصة من التتلمذ على يد شاركوا الذي كان يمارس التنويم الإيحائي في علاج بعض الحالات المرضية الهستيرية .وقد قال فرويد
(( لقد حصلت على أعمق الانطباع بوجود عمليات عقلية قوية والتي مع ذلك تضل خفية عن وعي الإنسان وبهذا الانطباع انفتح عهد جديد من النظر إلى الأمراض النفسية بأسبابها وعلاجها )) وراح فرويد يمارس التنويم في محاولة التوصل إلى هذه القوة العقلية الخفية وراء الوعي وإظهارها وإطلاقها وهو بذلك لم ينظر إلى عملية التنويم من خارجها وإنما ركز اهتمامه إلى القوة المغمورة والمنسية والمكبوتة من حياتنا العاطفية والتي يفضي بها المريض أثناء التنويم ، و مالبث فرويد أن تخلى عن التنويم لا لشيء وإنما لأنه لم يكن بارعاً أو ناجحاً في إحداث حالة التنويم وراح بدلاً من ذلك يحاول سبر أغوار لاوعي مرضاه بطريقة التداعي الحر .وهي الطريقة التي ارتبطت بفرويد وبأسلوبه في عملية التحليل والعلاج النفسي .

************************************************** *

 
RozaBasilالتاريخ: الأحد, 2011-04-03, 9:23 PM | رسالة # 7
عضو فعال
مجموعة: المدراء
رسائل: 61
حالة: Offline
موجات الدماغ :
مع تقدم العلم وتطوره وتزايد البحوث والدراسات ثبت لدى العلماء أن هناك علاقة وثيقة بين التنويم وبين موجات الدماغ وأنه لابد أن في حال التنويم أن يصدر من الدماغ درجه معينه من الموجات ، وفيما يلي بعض الإشارات لتلك العلاقة .
الرسم الكهربي للدماغ :
يوجد في القشرة المخية حوالي عشرة بلايين من الخلايا العصبية ، وكل خلية منها قادرة على ممارسة جميع التغيرات الكيموية والكهربية التي تقترن بنقل الانبعاثات العصبية وإذا عجزت فمعنى هذا العجز أنها ماتت ، ومثل هذه الخلايا الخاصة لاتنقل انبعاثاً عصبياً إلا إذا نبهت ولاتعاني تغيرات في جهدها الكهربي الكامن إلا في هذه الأحوال ولعل ذلك لايكون إلا في فترات متقطعة بيد أنه لاتمضى لحظة دون أن يكون عدد لابأس به من البلايين العشرة من هذه الخلايا في حالة إطلاق لشحناته وعلى ذلك فإن المخ بأسرة يكون نشطاً على الدوام .
ففي الأحوال العادية يتواصل انتقال الأحاسيس إلى المخ كما تتواصل الانبعاثات الحركية من المخ إلى الأطراف . وحتى لو لم يوجد كثير من هذه الأحاسيس كما لو كان المرء محاطاً بالظلمة والصمت ، أو لم يكن من حوله شيء يشم أو يذاق أو كان يسبح معدوم الوزن في الفضاء لا يشعر بشيء فإن بعض الأحاسيس الناشئة من عضلاته ومفاصلة تمثل عاملاً ينبئ صاحبة بالموضع النسبي لجسمه وأطرافه وحتى لو كان راقداً في حالة استجمام تام ولايحرك عضلة من عضلاته فإن قلبه لاينئ عن ضح الدم وعضلات صدره لاتنقطع عن صيانة التنفس ...
وما من عجب إذن في أن يكون الدماغ في كل الأوقات سواء أكان صاحبة نائماً أم مستيقظاً مبعثاً لشحنات كهربية مختلفة في الإنسان وسواء من الحيوان . ولقد كان أول اكتشاف لهذه الشحنات سنة 1875 وكان مكتشفها عالم الفسيولوجيا الإنجليزي ريتشارد كانون فقد مس مخ كلب حي كان يجري التجارب عليه بقطبين كهربيين ليرى مايحدث واستطاع أن يتبين بصعوبة التيارات الضعيفة لهذه الشحنات وخلال نصف القرن الذي تلا ذلك تحسنت إلى حد كبير طرق اكتشاف تلك التغيرات الطفيفة في الجهد الكهربي للدماغ وتكبيرها وفي العشرينيات من هذا القرن أمكن اكتشاف هذه التيارات حتى من خلال طبقات الجلد والعظام التي تكسو الدماغ .
وفي سنة 1924 وضع الطبيب النفساني النمساوي هانزبرجر القطبين الكهربيين على فروة الرأس البشرية ، ووجد أنه يستطيع باستعمال جلفانومتر أن يكتشف هذه الجهود الكهربية ببعض الصعوبة . ولم ينشر بحثه إلا سنة 1929 ومنذ ذلك التاريخ أدى استعمال أنواع أرقى من الأجهزة إلى جعل قياس هذه التيارات شيئاً عادياً يعمل كل يوم ويسمى هذا الإجراء بالرسم الكهربي للدماغ كما يسمى تسجيل التخطيطي للجهود الكهربية المتذبذبة " بالمخطط الكهربي للدماغ " .
وتقع قوة الجهد الكهربي للأمواج الناشئة في المخ ( كما يشار إلى ذبذبات هذا الجهد عادة في مجال ينحصر بين المليفولتات والميكروفولتات ، وقد لاحظ برجر أن الجهود الكهربية للمخ كانت تتذبذب على منوال منتظم وإن لم يكن إيقاعها بسيطاً ولكنه مركب من عدد من الأنماط المشتركة في إحداث هذه الأمواج .الإيقاعات الأساسية
يتكون التخطيط الدماغي الطبيعي من أربعة إيقاعات أساسية هي ألفا ، بيتا ، ثيتا ، دلتا . وهذه الإيقاعات تتبدى في التخطيط على شكل موجات لها نفس أسماء الإيقاعات التي ولدتها .
والتمييز بين هذه الموجات وإن بدا عسيراً إلا أنه يتحول إلى السهولة بعد تعرفنا على خصائص كل موجة على حدة.
وهذه الخصائص هي :
تواتر الموجة وتحسب بعدد الموجات في الثانية ، مدتها ، شكلها ، سعة اهتزازها وتحسب بالميكروفولت .
والمنطقة الدماغية المصدرة للإيقاع وبالتالي للموجة .
ولنستعرض الآن الموجات الأربعة كل على حدة :
1- موجات ألفا :
لهذه الموجات المميزات التالية : ترداد يتراوح بين ثمانية وثلاثة عشرة موجة في الثانية سعة اهتزاز متراوحة بين عشرة ومائة ميكروفولت ، شكل هذه الموجات هو تردادي بحيث تبدو شبيهة بأسنان المنشار . وأخيراً فإن نسبة هذه الموجات بالنسبة لمجمل موجات التخطيط الأخرى فهي تتراوح بين 20 و 90 % .
وقد أطلق اسم موجات ألفا العالم برجر وقصد بها الموجات الأكثر وضوحاً وظهوراً والشيء الذي يلفت النظر هو أننا لانستطيع أن نراها إلا إذا كان الفرد في حالة استرخاء وبعيد عن المنبهات .
2- موجات بيتا :
وتتميز هذه الموجات بالمواصفات التالية : ترداد من أربع عشرة إلى ثلاثين موجة في الثانية ، سعة اهتزاز هذه الموجات تتراوح بين خمس ميكروفولتات وثلاثين ميكروفولتاً ، شكل هذه الموجات سريع وغير منتظم بحيث تبدو أحياناً كأنها خط مستقيم وهذه الموجات تؤلف من 2 إلى 30% من موجات التخطيط .
3- موجات تيتا :
وينحصر تردادها بين أربع موجات وسبع موجات ونصف الموجة في الثانية . أما سعة اهتزازها فهي تتراوح بين الأربعين والسبعين ميكروفولت . وهذه الموجات تكون ترددية واسعة وهي تؤلف من 10 إلى 15% من موجات التخطيط الطبيعي .
4- موجات دلتا :
وتردادها من نصف الموجة إلى خمس موجات ونصف الموجة في الثانية وسعة اهتزازها من عشرين إلى مئة وخمسين ميكروفولتا . وهذه الموجات يمكن أن تكون ترددية أو متعددة الأشكال . وهذه الموجات تغيب عن التخطيط الدماغي .
إن معرفتنا لهذه الموجات وقدرتنا على تحديدها وتمييزها على أوراق التخطيط كافية لمساعدتنا للحكم على مدى مطابقة هذا التخطيط مع التخطيطات الطبيعية أما إذا أردنا التعمق أكثر في قراءة التخطيط فعندها وجب علينا دراسة الإيقاعات الثانوية
مع العلم بأن موجات الدماغ تتغير من درجه لأخرى مع تلك التفاعلات النفسية من حالة الغضب أو الحزن وبهذا فلا بد عند إجراء التنويم من مراعاة الحالة النفسية للشخص في تلك اللحظة التي سنقوم فيها بالتنويم.

يتبع........... .

 
RozaBasilالتاريخ: الأحد, 2011-04-03, 9:23 PM | رسالة # 8
عضو فعال
مجموعة: المدراء
رسائل: 61
حالة: Offline
مراحل وخطوات التنويم :

أولاً : دور الأحداث :
يتطلب إحداث حالة التنويم في الفرد قدراً كافياً من الاستعداد الذاتي لتقبل الإيحاء من مصدر ما والذي يأتي عادة من فرد يقوم بعملية التنويم غير أن هذا المصدر قد يكون الفرد نفسه أو تسجيلاً صوتياً أو حتى التواجد في مكان إيحائي . وتتم عملية وضع الفرد في حالة تنويم بضعة دقائق في المعدل غير أن لها أن تطول أكثر أو أقل من ذلك . وهو زمن يتقرر بدرجة الإيحاء التي يتمتع بها الفرد وبمقدرة المقوم على الإيحاء كما يتقرر بفعل عوامل أخرى وعلى العموم فأن الفرد الذي يقبل عملية التنويم يصبح أسرع استجابة لعملية إحداث التنويم بتزايد عدد التجارب السابقة التي استجاب فيها للتنويم .
والتقنية المفضلة عادة هي عن طريق زوجية تركيز انتباه الفرد إلى مجال أو شيء صغير محدد وبعزل هذا الانتباه عن كل مؤثر خارجي ويتم ذلك عادة بالتزامن مع الإيحاء بأن الفرد أخذ يميل إلى النعاس أو التناوم وهناك تقنيات أخرى عديدة يستعملها المنومون طبقاً لخبرة كل واحد منهم وكلها لاتخرج عادة عن نطاق السعي إلى إحداث حالة التركيز وحصر مجال الانتباه الواعي في نطاق ضيق .

التنويم :
حالة التنويم حالة غريبة من بين حالات الوعي فلا هي يقظة ولا هي نوم ولا هي بينهما كما هو النعاس حالة تتوسط بين اليقظة والنوم ، كما أنها ليست بمثل حالات الأحلام أو الغشيان أو سرحان الفكر ، وسر هذه الحالة هو الذي أثار اهتمام الناس وعجبهم من هذه الظاهرة منذ أقدم العصور وحتى الآن . ذلك أننا مازلنا لا نعلم علم اليقين ما الذي يحدث في الدماغ أو العقل في هذه الحالة كما أننا مازلنا جاهلين للكيفية التي تحدث فيها عملية التنويم فعلها المؤثر في الوعي والعقل . أما لإغراض علاجية أ و لإغراض أخرى .
مصطلح التنويم :
أصل كلمة التنويم مستمدة من مشتقات كملة نوم وخاصة لفظة نوم تنويماً بمعنى أرقده ، غير أننا لا نستطيع أن نثبت بأن أياً من مشتقات لفظة نوم قد تضمنت مفهوم التنويم كما نعرفه الآن .
أن كلمة تنويم العربية ترادفها كلمة هبنوس ( HYPNOSIS ) وهذه الكلمة مشتقة من اسم هبنوس HYPNOS وهو اسم اله النوم في الأساطير الإغريقية بأنه ابن الليل وشقيق إله الموت .
تعريف التنويم :
لا يتوافر تعريف شامل لظاهرة التنويم والذي يفي بخصائص هذه الظاهرة وهي خصائص متفاوتة الدرجات والمظاهر غير أن التعريف الحالي يعتبر أقرب هذه التعاريف لواقع هذه الظاهرة كما نعرفها الآن :
حالة متغيرة من الشعور الواعي والتي يتم إحداثها في شخص متعاون بفعل الإيحاء من قبل المنوم مما يؤدي إلى خلق حالة من تصدع الوعي الغيبان وفي خلال هذه الحالة فان الواقع في حالة التنويم يركز على جل انتباهه إلى ذلك الشيء أو الموضوع الذي أراده المنوم كما أن لمجموعة واسعة من التجارب من الهلاوس ومن فرط الذاكرة أو تشويهها ومن مختلف المسالك يمكن إحداثها بإيحاء من المنوم .
القابلية للتنويم :
يختلف المعنيون بموضوع التنويم في تقدير نسبة الناس الذين يملكون القابلية للتنويم والاستجابة له فمنهم من يقصر مثل هذه القابلية على نسبة قليلة من الناس لا تزيد على 10% ومنهم من يرى عكس ذلك وبأن كل إنسان تقريباً يملك الاستعداد للتنويم ويمكن تقدير قابلية الفرد للإيحاء ببعض التطبيقات والتمارين التي تعطي تقدير مبدئي لاستعداد الفرد مثل تجربة البالون .
ويمكن تقسيم قابلية الفرد للتنويم إلى ثلاثة مستويات ( أ ، ب ، ج ) ففي المستوى أ نجد بأن 30% من الناس الأسوياء يتمتعون بدرجة عالية من الإيحائية التي تؤهلهم للاستجابة السريعة للتنويم .. وفي الدرجة ب فانا نجد حوالي 45 إلى 60 % من الناس والذين يتمتعون بدرجة متوسطة من القابلية ... وفي الدرجة ج تضم حوالي 10 إلى 25 % من الناس فنجد أولئك لديهم نسبة قليلة من القابلية الإيحائية والذين يصعب بذلك تنويمهم .

 
RozaBasilالتاريخ: الأحد, 2011-04-03, 9:25 PM | رسالة # 9
عضو فعال
مجموعة: المدراء
رسائل: 61
حالة: Offline
عملية التنويم :
العنصر الأساسي في عملية التنويم هو أن يكون الفرد الذي يجري تنويمه متعاوناً مع الذي يقوم بتنويمه غير أن هناك عناصر أخرى تهيئ الفرد لعملية التنويم ، كاختيار المكان وظروفه ( بيئته ) وحالة الفرد أثناء علمية إحداث التنويم والهدوء خفوت الضوء .
إحداث التنويم :
حالة التنويم ليست حالة ( إما ) أو ( لا ) وإنما امتداد من حالة الوعي الطبيعي ومن ثمة الاسترخاء تدريجياً إلى الحالات العميقة من السرحان وهكذا يمكن إحداث درجات متفاوتة العمق من التنويم وإلى الحدود التي تتطلبها الحالة المرضية التي يعانيها الفرد الخاضع لتقنية التنويم ومع أن البعض يستجيبون ايجابياً فعل درجات بسيطة من التنويم كالإيحاء وهم متمتعين بالوعي الطبيعي أو بالإيحاء أثناء الاسترخاء إلا أن أفضل النتائج العلاجية تتم عادة عند القيام بعملية الإيحاء والفرد في درجة عميقة من التنويم .
أن التقنيات المستعملة في إحداث التنويم متعددة ومعظم هذه التقنيات تتضمن الإيحاء بالاسترخاء وإثارة الوتيرة الرتيبة وانشغال الفرد بالفانتزي وتنشيط الدوافع غير الواعية وبدء السلوك اللكوصي ( أي السلوك الذي يعود إلى فترة سالفة من العمر ) وهناك طرق مختلفة لإحداث التنويم الفعلية ، ومن أكثرها إتباعاً هي وضع الفرد في حالة استرخاء والطلب إليه توجيه انتباهه نحو نقطة معينة أو موضوع محدد وبمعزل عن أية مؤثرات خارجية ويصاحب ذلك الإيحاء المتكرر له وبصورة رتيبة ومملة بأنه بدأ ينعس أو على وشك النوم ولمثل هذا الأسلوب أن يضع الفرد في حالة بحران تنويمية إذا ما كان راغباً ومتعاوناً وفي خلال دقائق أو حتى ثوان معدودة وبالتكرار يمكن إحداث التنويم آنياً وتنتهي حالة التنويم بالإيحاء من المنوم وهذا يحدث بالحال . أما إذا ترك الفرد لوحده بدون إيحاء فانه يعود تدريجياً إلى حالته الطبيعية وفي بعض الحالات تتأخر العودة لزمن أطول ويفسر ذلك بأن الفرد يجد في حالة البحران التنويمية فائدة نفسية غير واعية له ومثل ذلك يحدث أيضاً إذا كان القائم بتنويم الفرد قليل الخبرة بتقنية التنويم .
ويمكن تطبيق عملية التنويم على فرد واحد أو مجموعة أفراد وقد أمكن تطبيقها على أعداد كبيرة بواسطة المذياع أو التلفزيون .
وكل إنسان متوسط ا لذكاء يمكنه أن ينّوم سواء كان ذكراً أو أنثى ، ولكن الأشخاص يتفاوتون في هذه القدرة رغم أنها موجودة فيهم أصلاً . ويمكن تحسينها بالممارسة وهذه القدرة تتطلب الثقة بالنفس والأمانة وحسن الخلق وحسن الإلقاء ذلك أن هذه الخصال تحمل الوسيط على الاطمئنان والثقة بالمنوم ومطاوعته مما يسهل حدوث التنويم ويعجل بحدوثها ( ).
التنويم الذاتي :
التنويم الذاتي هو عملية إجراء حالة التنويم في الفرد بفعل منه ومع أن أكثر هذه الحالات تتم عن طريق تعليم المنوم في البداية إلا أن البعض يمارسون إحداث التنويم في أنفسهم بدون إرشاد من المنوم وإذا كانت هناك ضرورة لممارسة التنويم على المدى الطويل فانه يفضل تدريب المريض على ذلك مع زيارته على فترات بهدف إسناد التدريب الأولي وإلا ضعفت مقدرة المريض التنويمية الذاتية ..
حالة التنويم :
نتيجة الإيحاء التنويمي واستجابة المنوم له يصبح الفرد في حالة من الوعي المتغير والتي تتسم بواقع سلبي من تفكك الوعي والتي يصبح فيها الفرد بالضرورة متوجهاً نحو ذلك الشيء الذي يرغب المنوم توجيهه إليه وبمعزل عن المجالات الأخرى من الوعي والإدراك التي يتمتع بها عادة ونتيجة لذلك فأنه يصبح بإمرة وتوجيهات المنوم ويعمل طبقاً لتوجيهاته وبدون تردد ( إلا في تلك الأمور التي أما تخالف ضميره أو مثله أو لها أن تحلق الضرر به أو بغيره ) وتتواصل حالة التنويم بالقدر الزمني الذي يرغب فيه المنوم ويستطيع إدامته .
ثالثاً : الإيحاء التالي لحالة التنويم :
ويقصد بذلك مايوحي به المنوم للمنوم أثناء حالة التنويم لكي يقوم به في زمن مابعد انتهاء حالة التنويم .
ويتم ذلك بتوجيه الفرد المنوم لأن يقوم بعمل ما عندما يتعرض إلى كلمة معينة أو حافز منبه معين ويقتضي على الفرد أن لا يتذكر هذه الكلمة أو الحافز في وعيه وبهذا فان التعرف عليه يظل غير موعي عنده غير أنه يعمل بموجبه عندما يتعرض له كما أن الفرد لايملك المعرفة بسبب قيامه بذلك الفعل .
الخروج من حالة التنويم :
الخروج من حالة التنويم تتم عادة بصورة أسرع من إحداث حالة التنويم وذلك بإصدار الإيحاء للمنوم بأنه يستطيع الخروج من حالته القائمة ولهذا الإيحاء أن يكون كلامياً أو عن طريق واسطة حسية يتعرض لها ويقوم المنوم عادة قبل إخراج الفرد من حالة التنويم بالإيحاء له بأنه سينسى كل شيء حدث أو تعرض له أثناء حالة التنويم .
الظواهر الحادثة أثناء التنويم :
أن العديد من الظواهر يمكن أن تحدث أثناء التنويم ومن هذه التغيير في الشعور وظهور الهلاوس والتذكر والنسيان أو تشويه الذاكرة ونكوص الذاكرة إلى مراحل حياتية سابقة واتخاذ أوضاع جسمية معينة لمدة طويلة غير أن أهم مظهر للتنويم هو ما يلاحظ من زيادة عظيمة في تقبل الفرد المنوم واستجابته لما يتلقاه من إيحاءات من الذي قام بتنويمه غير أن المدى الذي يذهب إليه الفرد في ذلك والاستجابة له يخضع دائماً لمدى تقبله أو رفضه لما أوحى به المنوم له ، وله طبقاً لذلك أن يستجيب إيجاباً أو سلباً بأن يصبح أصم أو فاقد للبصر أو الاستجابة بالنسيان أو غيرها وعادة لايستجيب الفرد فيما يخالف أو يتنافى مع مصالحه ومثله .

 
RozaBasilالتاريخ: الأحد, 2011-04-03, 9:26 PM | رسالة # 10
عضو فعال
مجموعة: المدراء
رسائل: 61
حالة: Offline
ومن مظاهر التنويم هي ظاهرة الإيحاء التالي للتنويم والمقصود بذلك القيام بالإيحاء للمنوم أثناء فترة تنويمه بأن يقوم بفاعلية معينة في وقت مابعد خروجه من حالة التنويم ، كأن يطلب إليه بأن لايحس بالألم عند إجراء عملية جراحية له في وقت لاحق أو بأن لا تشعر المرأة بالألم عند الولادة أو أن لا يشعر بالألم الناجم عن آفة سرطانية أو أن يحلم بحلم معين خلال النوم وفي مثل هذه الحالات يطلب إلى الفرد أن لايتذكر ماتم الإيحاء به إليه خلال التنويم .
من الظواهر الأخرى التي لها أن تحدث أثناء التنويم هي الظواهر التالية:
1- النومشة : أو المشي خلال النوم وهي حالة يجمع فيها الفرد المنوم إلى درجة عميقة بين المظاهر الخارجية والسلوك المناسب للشعور الاعتيادي غير أنه في نفس الوقت على استعداد لإظهار أي نوع من أنواع السلوك التنويمي باستجابة سريعة وحتى تلقائية مما يتوفر له من إمكانية لإظهار مثل هذا السلوك .
2- ظاهرة التصدع ( اللاإرتباطية ) والتي تتم بالانفصال ما بين القيم الذاتية والقيم الموضوعية ولهذه الظاهرة أن تسمح له بالقيام بتعلم مخصص وبدون أن يثير ذلك أي اعتراض أو انفعال ذاتي مانع لما تعلمه مثال ( أن يوحي له بالتخدير في مكان زرق أبره لأن ظاهرة اللاإرتباطية تمنع رد الفعل الذاتي الألم من أن يحدث .
3- تشويه الإخلال بالزمن ، وتتمثل هذه الظاهرة في أن الفرد يحس الزمن ذاتياً بأنه أطول أو أقصر مما هو في واقع الحال ، ويصاحب ذلك عادة تغيير في القيم الذاتية وفي الأداء النفسي والفسيولوجي.
4- ومن المظاهر الأخرى التي لها أن تحدث في المنوم هي الخيالات شديدة الوضوح في المجال السمعي والبصري والكتابة والأوتوماتيكية وتجريد الشخصية وأنواع أخرى من اضطراب الاستعراف وتسارع أو إبطاء الوظائف الفيزيولوجية ( القلب والدورة الدموية ...الخ )

************************************************** ***

ضوابط التنويم :
مع انه يبدو وكأن الفرد المنوم يطاوع بسهولة إيحاءات المنوم له ويعمل طبقاً لتعليماته سواء أثناء فترة التنويم أو في فترة لاحقة للتنويم إلا أن الفرد في الواقع لا يتخلى عن كل سيطرته على استجاباته بل أنه حتى في حالة أكثر الأفراد في استجابة لإيحاءات المنوم يظل محتفظاً بقدر غير قليل من السيطرة غير الواعية على استجاباته وهذا الواقع هو بمثابة الوقاية والأمان للقرد من الذوبان كلياً في لجهة عالم مجهول ويضمن له العودة إلى حالته الأولى وبدون إحداث تغيير مستديم في أفكاره وفي مواقفه وفي شخصيته ويتضح ذلك من أن الذي يجري تنويمه لايطاوع إي إيحاء بالقيام بعمل أو سلوك يضر بصالحة ويخالف مثله ويتنافى مع أخلاقياته كالقيام بجريمة أو عمل منافي للأخلاق .
العلاج التنويمي :
العلاج التنويمي لايقتصر فقط على العلاج بالتنويم وإنما يشمل أيضاً أي نوع من العلاج النفسي يتم صرفه بالاقتران مع الوسيلة التنويمية ويتضمن العلاج التنويمي عدة تقنيات إيحائية وتحليله لا يجري العمل بها عادة أثناء تمتع الفرد بحالة وعي طبيعية ، هذا ولا يتحتم دائماً إيصال الفرد إلى حالة التنويم الكاملة لإحداث الأثر العلاجي ففي كثير من الحالات يمكن أداء المهام العلاجية والفرد في حالة وعي كاملة أو في حالة استرخاء أو في حالة سطحية أو غير عميقة من التنويم وكلها درجات تهيئ الفرد لتقبل الإيحاء والاستجابة له .

 
RozaBasilالتاريخ: الأحد, 2011-04-03, 9:28 PM | رسالة # 11
عضو فعال
مجموعة: المدراء
رسائل: 61
حالة: Offline

الإيحاء

الإيحاء :- تأثير روحي تنقل به تخيلات من أعمال من الوحي وما يرتبط بها إلى الموحى إليه ، ومدلول تعبير (الإيحاء ) ليس محدد المعنى ، بل تعرض بمرور الأيام على كثير من التذبذبات والتفسيرات ، وبوجه عام يمكن أن تقسم هده التفسيرات إلى اتجاهين ، ففي الأول منها : يراد حصر مدلول ( الإيحاء ) ضمن إطار ضيق على البوادر المميزة للتنويم المغناطيسي ، في حين أن الاتجاه الثاني : يريد توسيع الإطار بحيث يشمل البوادر في حالة الوعي التي لها (قرابة ) أو (شبه ) بالبوادر السابقة الذكر ، فتارة يحدد مدلول ( الإيحاء) بأنه إقحام ( نفاذ ) تخيلات إلى الدماغ المنوم بطريقة الكلمة أو التصرفات أو الشعور أو التقليد ، وتارة أخرى يحدد مدلول الإيحاء بأنه (( كل أحساس يحدث تأثيراً في محتويات ما هو موجود من تخيلات )) ، وهذا التحديد كما نرى واسط الإطار يكاد يعتبر كل ما يجري من انقضاءات في النفس سلسلة متماسكة الحلقات من الإيحاءات .

العلامات الخاصة بالإيحاء هي :
1. إحداث تخيلات عند إنسان تحث أو أحدثت أو ستحدث تبدلات جسمانية أو نفسانية .
2. حصر عمل التخيلات على محتويات معينة في الوعي ، وذلك بإضعاف أو إزالة ترابط التخيلات المعاكسة .
3. هدا الإضعاف أو ألإزالة لترابط التخيلات المعاكسة ينسب إلى إقصاء (الوعي الذاتي ) ( الأنا ) ونقده وتنديداته .
4. في الإيحاء يحقق ( حدث مشترك ) منعزل عن ( الحدث الذاتي ) ، وفي الحدث المشترك يتشابه الأفراد بعضهم ببعض إلى درجة حيدة التوجيه . بشعور واحد أو تخيلات واحدة ، ومثل هذا التأثير والتوجيه المشترك غير موجود في الحدث الذاتي ففيه تظل الأنا متمسكة بذاتها .
وهكذا تكون طبيعة الإيحاءات إيجاد حالات جسمانية أو نفسية عند الشخص المعالج ( الموحى إليه ) بواسطة الطبيب ( الموحي ) يمكن فيها تركيز أعمال تخيلات المريض وتوجيهها نحو محتويات معينة في وعيه ، وذلك بإضعاف أو إزالة ترابط الأفكار و التخيلات المعاكسة لها أو بتعبير أخر بإزالة الوعي الذاتي وانتقاداتها وتنديداته وذلك ليس لآن التخيلات ( الموحى بها ) قائمة على أسس واقعية ، بل لأنها تنبثق من
الموحي كواسطة ( لحدث مشترك ) . والتفكير عند الموحى إليه ( تفكير منقول ) بكليته ليس فيه أي أثر من الواقعية أو الشخصية .

ما هي الشروط اللازمة للإيحاء ؟
أن لظهور الإيحاء شروط ثلاثة هي :-
1. شخصية الطبيب ( الموحي ) : لا شك أن للكلمة التأثير القوى في الإيحاء ولكن لا ينكر أن لشخصية الطبيب وصفاتها مفعولية كبيرة عند الإيحاء وذلك ليس في طريقته إلقائه لكلمات الإيحاء فحسب بل في تصرفاته وحتى في منظره الخارجي وفي ملبسه و تعابير وجهه أيضاً .
2. شخصية المريض ( المعالج = الموحى إليه ) : لا بد لضمان مفعولية الإيحاء من أن يكون الإيحاء نفسه متناسبا مع شخصية الموحى أليه . فالإيحاء يجب أن يكون دائما ( شخصيا ) وليس ( نهجيا ) فالإيحاء الذي تكون له فاعلية عند أحد لأشخاص قد لا تظهر له أية فاعلية عند شخص أخر . والإيحاء يجب أن يتنوع بتنوع الأشخاص . أما بقاؤه على نسق واحد فإنه لا يحقق النجاح .
3. مضمون الإيحاء : يجب أن لا يكون متعارضا مع ( النوعية النفسية ) وإلا فان تحقيقه يصبح مرفوضا ، وكذلك يجب ألا يتعدى ما يتطلبه تحقيق مضمون الإيحاء حدود طاقة المريض وإمكانية المادية والمعنوية .
التجاوب مع الإيحاء وعوامله :

أن التجاوب مع الإيحاء يرتبط بعوامل ثلاثة وهي :
السن ، والجنس ، والثقافة ... وقد دلت فالتجارب على ان المسنين أقل تجاوبا مع الإيحاء من الشبان ، ولعل السبب في ذلك هو أن تجارب الحياة واختباراتها جعلت المسنين أكثر نقدا واقل استعدادا للاستسلام ، هذا بوجه عام ،ولا يخلو من وجود بعض الشواذ بين المسنين . والنساء بوجه عام أكثر تجاوبا مع الإيحاء من الرجال ، ولا غرابة في ذلك لان من طباع المرأة التأثر بالانفعالات والاستعداد للاستسلام .
والثقافة أيضا عامل هام في الاستجابة إلى الإيحاء عند كلا الجنسين وهذا لا يعني أن المثقفين أقل استجابة للإيحاء ممن هم اقل ثقافة ، ولكن التجارب دلت على أن المثقفين الأخصائيين لا يستجيبون إلا بصعوبة للإيحاءات التي تشمل دائرة اختصاصهم . والثقافة العالية تكون في جميع الأحوال عقبة للاستجابة إلى الإيحاء .

 
RozaBasilالتاريخ: الأحد, 2011-04-03, 9:29 PM | رسالة # 12
عضو فعال
مجموعة: المدراء
رسائل: 61
حالة: Offline

أساليب المعالجة بالإيحاء :
للمعالجة بالإيحاء أسلوبان هما:الإيحاء غير المباشر ، والإيحاء المباشر.

1. أسلوب المعالجة بالإيحاء غير المباشر .
وفيه لا يعرف المريض بأنه يعالج معالجة نفسية . كما ويستعين فيه الطبيب بواسطة ( دوائه ) للتأثير على نفس المريض ، فلإيحاء في أسلوبان هذا يصبح ( إيحاءاً مقنعا ً ) بالدواء لأن المريض لا يعرف به ، والطبيب يؤكد له بأن ( الدواء ) الذي يعطى له سيكون عاملا فعالا في تحقيق الشفاء التام . والمهم في الموضوع هو اعتقاد المريض بفعالية الدواء ، في حين أن الدواء ( حيادي ) ليس له أي مفعول خاص في المعالجة سواء كسب ثقة المريض ، والإيحاء مهما كان نوعه يستهدف دائما شفاء المريض من أعراضه المريضة ، و( الإيحاء المقنع ) ليس له علاقة مباشرة مع الاضطرابات في النفس التي سببت الأعراض المرضية المراد معالجتها ومنع استمرار هذه الأعراض . ولذلك لا يستطيع الطبيب ( تصويب ) الإيحاء المقنع إلى أهداف (مفضلة ) ، ولهذه الأسباب كلها يرفض أكثر الأطباء الأخصائيين ممارسة ( الإيحاء المقنع) ، في حين أم غير الأخصائيين يجدون فيه وسيلة سهلة للوصول إلى الشفاء .
ويفهم مما تقدم أن الإيحاء غير المباشر أو ( الإيحاء المقنع ) يتكون من ثلاثة أجزاء : أولها ( الدواء ) الذي يعطى للمريض ولا فرق في أن يكون هذا على شكل ( أقراص للبلع ) أو يكون ( سائلا للشراب ) أو يكون أحد الوسائل العلاجية الفيزيائية كالكهرباء وغيرها ، أم الجزء الثاني من ( الإيحاء المقنع ) فهو ما يوجه الطبيب لمريضه من ( كلمات إيحائية ) عند تناول الدواء .
وثالث الأجزاء ( للإيحاء المقنع ) هي الطريقة ( المظهر الخارجي ) التي تستعمل لإعطاء الدواء ( إخراج المسرحية ) . وهذه من العوامل الهامة جدا في الاستجابة إلى الإيحاء المقنع . ولزيادة الإيضاح أقدم المثال التالي :
لمعالجة طفل مصاب ( بمركب الخوف من الظلام ) بالإيحاء المقنع نعطيه ( دواء منوما ) ونقول له – كلمات الإيحاء – ان هذا القرص الذي بلعته الآن سيزيل ( خوفك من المكوث في الظلمة ) وهذا ما يستحث بكل تأكيد إذا شعرت بعد تناول القرص بتعب في جسمك . وبعد قليل يبدأ مفعول القرص المنوم ، ويبدأ الطفل بالشعور بثقل وتعب في جسمه .
وعلى أثر ذلك يبدأ ترابط أفكار عند الطفل كالأتي : تقول افكار الطفل لنفسها ها قد ظهر التعب في الجسم وتحقق ما قاله الطبيب مسبقا ، وكذلك قال الطبيب ان القرص سيزيل خوفي في الظلمة ، فما دام الشق الأول من أقواله قد تحقق فعلا ، فلا بد للشق الثاني منها أن يتحقق أيضا . فالدواء هذا ، أطلق فعالية الإيحاء ) ، وتزداد هذه قوة إذا أعطي الدواء بطرق ( متعددة ) غير عادية كأن يصب في المعدة مباشرة بواسطة القسطرة المستعملة لغسلها بدلا من أعطائه بطريقة الشرب المعتادة .
2. أسلوب المعالجة بالإيحاء المباشر :
للإيحاء المباشر نموذجان هما : الإيحاء الدخيل ، الإيحاء الذاتي )
الإيحاء الدخيل في اليقظة : لا شك ان الميدان الرئيسي للإيحاء هو ميدان التنويم المغناطيسي ، ولكن للإيحاء الدخيل في حالة اليقظة مبرراته ولو أنه حتى وقتنا الحاضر لا يتمتع بتكوين منظم ، ومن النادر أن يمارس منفردا ، بل تقترن ممارسته بممارسة وسائل علاجية أخرى فيكون الإيحاء الدخيل في حالة اليقظة جزاء من العلاج وليس العلاج كله. ويمارس الإيحاء الدخيل في حالة اليقظة غالبا بالاشتراك مع تمارين لتقوية الإرادة .
وأنقى أسلوب لمزاولة الإيحاء الدخيل في حالة اليقظة وضعه الطبيب الفرنسي (كوئه ) ، هذا وتمارين تقوية الإرادة تكون الجسر الموصل إلى الإيحاء الدخيل في حالة اليقظة . هنا يشرح للمريض كيف تكونت الأعراض المرضية التي يشكو منها . كما يوضح له كيف وإلى أي اتجاه يجب أن يوجه إرادته .
ففي هذا الأسلوب من المعالجة يلجأ إلى الشروح والتفاسير .. ووسائل الإقناع المنطقية لتبصير المريض وتقوية إرادته . وبذلك يتباعد أسلوب الإيحاء الدخيل في حالة اليقظة قليلأ عن واقعية الإيحاء الممتدة جذوره في عالم الإحساس وليس في عالم المنطق .
وتمارين الإرادة مع الإيحاء اليقظ تفيد في معالجة الاضطرابات في المجالات التي تخضع في الحالات الطبيعية لسلطة الإرادة مثل الاضطرابات في النطق ( الفأفأة ) .
وفي تمارين الإرادة يعمل لتحويل انتباه المريض عن العضو المريض إلى مكان آخر في الجسم ، ولمساعدة إرادة المريض في تحويل الانتباه عن العضو المريض يمكن استعمال وسائل متعددة منها مثلا أن توضع ساعة فوق أذن المريض ، يوجه المريض انتباهه إلى دقاتها ويعدها .
وبتحويل الانتباه كليا إلى دقات الساعة ، يفقد المريض (إدراكه = شعوره) بالألم في موضع المرض .
ومن الوسائل المستعملة لهذا الغرض أيضاً استعمال تيار كهربائي بعيد عن موضع الألم ورفع قوته إلى أن يحدث ألما في موضعه ينصرف انتباه المريض أليه ويتحول عن المرض ، والأفضل من هذا أن يعطى مفتاح التيار الكهربائي للمريض ليرفع درجته إلى أقصى درجة ( لا يشعر معها بألم من التيار ) وبذلك يصبح انتباه لمريض موجها إلى قوة التيار الكهربائي وتنظيمه ويتحول عن موضع المرض ، وهناك أساليب أخرى تستعمل في هذا الصدد نذكر منها ما يلي :
أ – التجاهل : وفيها تهمل عمدا أعراض المرض ومركباتها مع الاتجاه إلى أبعاد انتباه المريض عنها .
ب- تمارين الاسترخاء .
جـ - ويعطي نتائج طيبة إذا ما أقترن بتمارين الاسترخاء
د- المعالجة في غرفة مظلمة : وقد دلت التجارب على فائدتها الإيجابية في معالجة بعض اضطرابات الحركة في العضلات .
وجميع هذه الأساليب تستهدف تحويل انتباه المريض عن موضع المرض وأعراضه وتبديل موقفه الخاطئ أمامها .

 
RozaBasilالتاريخ: الأحد, 2011-04-03, 9:30 PM | رسالة # 13
عضو فعال
مجموعة: المدراء
رسائل: 61
حالة: Offline
استعمال المعالجة بالإيحاء :

أن الميدان الرئيسي للمعالجة بالإيحاء هو الأمراض المرتبطة بالنفس ، وفي مقدمتها الأمراض الجسدية التي تحدث تجاوبا لأذى ( خلل ) في النفس ومن المسلم به أنه لا يمكن تبديل مزاج إنسان ولكن من المؤكد أيضا أنه يمكن بالإيحاء إزالة أعراض مرضية متنوعة تنتج عن خلل في النفس كالشلل الوظيفي والتشنج ، وتوقف الحركة في بعض المفاصل ، وكذلك الآلام في مختلف أنحاء الجسم ومن المهم أن أوضح أن هذه الاستجابات جسدية مرضية لخلل في النفس أي أن تكون وظيفية وليست عضوية أي متأتية عن إصابة مرضية حقيقية .
ومن الأمراض التي تتأثر بالإيحاء أعراض المرض المسمى (نيوراستينيا = ضعف الأعصاب ) وكذلك حالات الامتعاض العام وبعض أنواع الاضطرابات المعدية المعوية والاضطرابات في المثانة ( كيس البول ) والإصابات العصبية في القلب ، وحتى الاضطرابات العصبية الشديدة كالخوف وغيره يمكن أن تتحسن بالمعالجة بالإيحاء .
الإيحاء الذاتي :
طرق الإيحاء الذاتي الثلاثة :
1- طريقة ليفي .
2- طريقة بيرفالد .
3- طريقة كوئة
وقد طغت طريقة كوئة على الطريقتين السالفتين وأصبحت وحدها السائدة والمستعملة في ممارسة الإيحاء الذاتي ..
طريقة كوئة للإيحاء الذاتي :
بنيت هذه الطريقة على ثلاث ركائز تعتبر حقائق نفسية وهي :
1- أن قوة التخيل تكون الحافز لكل تصرفات الإنسان وليس الإرادة .
2- إذا وقعت قوة التخيل والإرادة في تناقض تغلب التخيل واندحرت الإرادة .
3- القانون المسمى بقانون المقاومة المقلوبة وهذا القانون يقول : (( إن الإرادة ليست عاجزة أمام الإيحاء المنبثق عن قوة التخيل فحسب بل إن مقاومتها تزيد الإيحاء قوة ومتانة في حين أنها تستهدف القضاء عليه ))
وكنتيجة لذلك يجب أن تلغي الإرادة وأن تتصاعد قوة التخيل ليتحقق فعلاً ما يتخيله المريض المعالج .
ويقول كوئة إن التخيل عنده القوة اللازمة لتحقيق ما يتخيله وهذا ما سماه بودوين بقانون الغرض المجهول = الغير مدرك وفسره بالآتي : عندما يقرر الهدف يقدم اللاوعي في كل إيحاء الوسائل اللازمة لتحقيقه . فإذا أراد إنسان مثلاً التخلص من صداعه آلام في رأسه يكفي أن يتخيل ( بتركيز أي بشدة ) أن الآلام قد زالت عندئذ يعمل اللاوعي كل ما يلزم لتحقيق زوالها فعلاً .
تطبيق طريقة كوئة للإيحاء الذاتي :
1- إجراءات ممهدة :
تبدأ المعالجة بإعطاء إيضاحات وإرشادات تشرح العلاقات الكائنة بين الجسم وبين النفس ( الروح ) وتفسر كيف أن الإنسان كائن ( جثماني – روحاني ) في وحدة لا تنفصم وللروح دور هام في كل خلل يظهر في الجسم ونصيب الروح في هذا الخلل لايمكن التأثير عليه إلا بوسائل ( روحية = نفسية ) والمهم هنا ليس الإرشاد بل استيعاب الإيحاء وتصنعيه وعلى المريض أن يتمرن على تحويل الإيحاء الدخيل إلى إيحاء ذاتي لأنه يوجد عند كل إنسان قدر من قوى ذاتية إيحائية ، وعلى المريض أن يتعلم كيف يضع هذه القوى في خدمة المعالجة الذاتية وكان كوئة يدلل على ما للنفس من تأثير على الظواهر الجثمانية بإجراء التجارب الثلاثة التالية :
1- تجربة الرقاص: وفيها ترسم فوق قطعة كبيرة من الورق دائرة كبيرة تقطع بخطوط تمر كلها بمركز الدائرة ثم يؤتى بقوس يعلق عند منتصفه رقاص ثم يطلب إلى أحد المرضى أن يمسك القوس بيده من جانبية على أن يتدلى الرقاص نحو مركز الدائرة وأن تظل اليدين غير مسنودتين حتى ولا بالجسم نفسه ، ثم يطلب إلى ماسك القوس أن يتخيل ( بتركيز = بشدة ) أن الرقاص يتحرك ذهاباً وإياباً في اتجاه معين وبعد برهة من الزمن يبدأ الرقاص فعلاً بالحركة في الاتجاه المطلوب وإذا استبدل الاتجاه في المخيلة بدل الرقاص اتجاه حركته معاً والرقاص في تحركاته يتجه دائماً وفقاً لما تفرضه التخيلات حتى لو فرضت اتجاهات صعبة متداخلة كرسم رقم (8 ) الإفرنجي مثلاً . وبهذه التجربة يقيم كوئة الدليل على أن التخيلات المركزة بمفردها تستطيع تحقيق الحركة المطلوبة دون أن يكون للإرادة الواعية أي تأثير في إجراء الحركة وسيرها .

 
RozaBasilالتاريخ: الأحد, 2011-04-03, 9:31 PM | رسالة # 14
عضو فعال
مجموعة: المدراء
رسائل: 61
حالة: Offline
2- تجربة السقوط :
وفيها يطلب من المريض أن يقف منتصباً ويجمد جسمه ثم يقف كوئة وراء المريض على مسافة صغيرة ويطلب إليه أن يقع متصلباً إلى الخلف فيقع المريض ويتلقاه كوئة بيديه وبعد ذلك يطلب إلى المريض أن يقف وظهره نحو الجدار وعلى مسافة قريبة منه ثم يتخيل بتركيز شديد أنه يقع على الحائط كما وقع من قبل على كوئة وبعد برهة يبدأ جسم المريض بالميل إلى الوراء حتى يقع فعلاً على الجدار وتتحقق تخيلات الوقوع .
3- تجربة الأيدي :
وفيها يقف المريض منتصباً ويمد يديه نحو الخلف ثم يمر بنظره فوق الذراع واليد إلى أن يصل به إلى نقطة فوق الأرض تقع باستقامة اليد الممدودة دون أن يظل النظر مثبتاً على هذه النقطة فوق الأرض ، ثم يطلب من المريض أن يتخيل بتركيز وشدة أن يديه ترتفعان إلى الأعلى وبعد قليل تبدأ اليدان بالتحرك نحو الأعلى حتى تصلا إلى المستوى الأفقي أو إلى الأعلى من ذلك .
ويشترط أن تجري التجارب في حالة التركيز كما أسلفنا ولتسهيل عملية التركيز يعبر المريض عن تخيلاته بصياغة بعض الكلمات التي يرددها بسرعة بصوت منخفض همساً وبذلك لايترك مجالاً لظهور تخيلات معاكسة والكلمات التي يصوغها ويرددها المريض يجب أن تتناسب مع التخيلات وأن تزيد في قوتها .

أنتهى الموضوع بحمد الله وتوفيقه ..

 
منتديات الباســـــــــلة » ؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛°`°؛¤ الباسلة للتطوير الذاتي ¤؛°`°؛¤ّ,¸¸,ّ¤ » التنويم المغناطيسي ( الأيحائي ) » التنويم من الألف إلى الياء.. . الموضوع بالكامل. (التنويم من الألف إلى الياء.. . الموضوع بالكامل.)
  • صفحة 1 من%
  • 1
بحث:

اخبار الجزيرة .
أختر لغة المنتدى من هنا
تحميل الصور والملفات

.
.
Copyright MyCorp © 2024
.